ملحمة جلجامش وإنكيدو Gilgamesh Epic

تمثال جلجامش ملك العراق
متحف برغامون - ألمانيـــا
Pergamon Museum
 ملحمة جلجامش وإنكيدو 
Gilgamesh Epic
الملحمه الأدبيه الخالده 
تمهيد :
ملحمة جلجامش Gilgamesh Epic 
هي أطول وأجمل نص أدبي وصلنا من ثقافة المشرق العربي القديم 
وهي عباره عن قصة أدبيه مكتوبه بخط مسماري أكدي على 11 لوحا طينياً 
كتبها المؤرخ السومري / شين ئيقي نينوي
اكتشفت لأول مرة عام 1853 م في المكتبة الشخصية لملك آشور (بانيبال) في نينوى
ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني حالياً .
وقد شاع هذا العمل عقب تأليفه حوالي 1800 ق.م في جميع أرجاء المنطقة 
وترجم إلى عدد من اللغات الحية ويحكي العمل قصة گلگامش Gilgamesh 
(بالسومريه : كيلجه مِشْ) إبن مش Mesh بن لوك آل بند السومري
وأمه الحكيمه نانشه (نينسون Ninsun) (إنقر هنا)
وهو خامس ملوك سومر وكانت عاصمته مدينة أوروك Uroch (العراق) 
(باليونانية : Ὁσροηνή بالسريانية : ܐܘܪܗܝ)
وتقع أوروك (العراق) ذات المزاليج السبعه في اليعربيه
تواجد جلجامش في العام 2900 ق.م حسب ثبت قائمة ملوك سومر
وهناك تمثال لجلجامش يحمل أسداً وأفعى في متحف اللوفر بباريس يعود إلى 800 ق.م
وتمثال في متحف برغامون - ألمانيـــا Pergamon Museum

نص الملحمه :
كان إنكيدو Enkidu يعيش بالغابه
 (في وادي السباع شرق الرقه)
يكسو الشعر جسده وشعر رأسه كامرأة وخصلات شعره تندفع كسنابل قمح لايعرف الناس ولا البلدان .. عليه ريش كـ سوموقان (كروان)
يرعى الكلأ مع الغزلان يرد الماء مع الحيوان ويجري يسابق الريح
ويخلص الحيوانات من فخاخ الصيادين الذين كانوا يعيشون على الصيد
فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش 

فأمر جلجامش إحدى خادمات المعبد وإسمها شمخات Shamhat 
بالذهاب ومحاولة إغراء إنكيدو ليمارس الجنس معها 
وبهذا تبتعد الحيوانات عن مصاحبة إنكيدو ويصبح مروضاً ومدنياً
حالف النجاح خطة جلجامش
 وبدأت خادمة المعبد بتعليم إنكيدو الحياة المدنية
ككيفية الأكل والشرب واللبس 

ثم بدأت بإخبار إنكيدو عن قوة جلجامش
ولما عرف إنكيدو بهذا قرر أن يتحدى جلجامش
فيتصارع الاثنان بشراسة فهما متقاربان في القوة
ولكن الغلبة في النهاية كانت لـ جلجامش حيث اعترف إنكيدو بقوة جلجامش .
وبعد هذه الحادثة يصبح الإثنان صديقين حميمين .

إنكيدو مع حيوانات الغابه
Enkidu with jungle animals
(لوحه أثريه)
رحلة جلجامش وإنكيدو إلى غابة الأرز Cedar forest :
إتفق الإثنان على قتل النمرود اليهودي حام بابا بن كوش
 (بالإنجليزيه : هامبابا Humbaba بالعبريه : Ham)
وهو ثاني ملك من ملوك اليهود 
في كوش Jewish (أرمينيا) 2900 ق.م 
وأول نمرود נִמְרוֹדֿ جبار سيدوني على الأرض بعد الطوفان
وكوش وَلَد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارًا في الأرض
 (تك 10: 8،9)
كان النمرود يعيش في غابة الأرز لاوديسا (خوسروف Khosrov Forest) (إنقر هنا)
بالقرب من نهر حواوا Havuts (نهر قاديشا)  (إنقر هنا)
في البداية تردد إنكيدو بالذهاب لكن جلجامش استحثه
صنعوا أسلحة عظيمة صبوا فؤوساً زنة واحدتها ثلاثة طالينات
صبوا سيوفاً هائلة زنة نصل الواحدة منها طالينان ومقبضه ثلاثون رطلاً
وغمده من ذهب زنته ثلاثون رطلاً
تجهز جلجامش وإنكيدو كل بما زنته عشرة طالينات
ذهب الاثنان إلى معبد إيجال مِشْ Egalmah's Temple في مدينة أوروك
حيث أبوه / مِشْ Mesh بن لوك آل بند وأمه الحكيمه نانشه (نينسون Ninsun)
إستدعت الحكيمه نينسون إنكيدو وأوصته قائلة :
يا إنكيدو القوي الذي ليس من رحمي قد اتخذتك منذ ألان ولداً
ثم قلدت عنقه بقلادة جواهر لتكون موثقاً منه وقالت له :
ها إنني أئتمنك على ولدي فأرجعه لي سالماً
وعند بوابة أوروك ذات المزاليج السبعة جمع جلجامش شيوخ أوروك معلناً :
إسمعوا يا شيوخ أوروك ذات الأسواق :
أريد انا جلجامش أن أري من يتحدثون عنه ذلك الذي ملأ البلدان بالرعب
عزمتُ علي أن أغلبه في غابة الأرز وسأُسمع البلاد بأنباء إبن أوروك
فتقول البلاد عني ما أشجع سليل أوروك وما أقواه !
وبعد ذلك انطلقا وعبرا سبعة جبال حتى وصلا الى غابة الأرز لاوديسا (خوسروف)
وبعد أن قطعا تلك المسافة الطويلة شارفا مدخل الغابة 
وكان مدخلا عجيباً بهرهما مشهده مع أنهما لم يصلا بعد إلى الغابة 
وكانت أشجار الأرز في المدخل منظرها عجيباً
فكان علوها إثنتين وسبعين ذراعاً وعرض المدخل أربعاً وعشرين ذراعاً
ووجدا عنده حارساً عينه حايم بابا ليحرسه 
فشجع إنكيدو صديقه جلجامش أن يتقدم 
ليأسر الحارس قبل أن يأخذ سلاحه 
فتشجع جلجامش وأسرع الصديقان وهجما عليه وقتلاه 
وقفا ساكنين ينظران نحو الغابة شاهدا ذرى شجر الأرز
وشاهدا مدخل الغابة حيث تعود حايم بابا المسير وشاهدا طريقاً سهلاً ميسور العبور 
شاهدا جبل الأرز ومرتع الثيران ومنصة وعرش إرنيني Garni Temple
"أورنينا" المغنية والموسيقية والراقصة في معبد عشتار
وشجيرات الأرز فوق المرتفعات وارفة هنية الظلال براعمها تلف الغابة
قام إنكيدو بتقطيع أشجار الأرز قرب نهر حواوا (نهر قاديشا) 
فسمعه النمرود حايم بابا بن كوش وجاء مسرعاً بصوته الجهور : 
من الداخل المتطفل الذي كدر صفو الغابة وأشجارها الباسقة في جبلي ؟
ومن ذا الذي قطع أشجار الأرز ؟
ويلتحم الأثنان معه بمعركه قويه وكان صوت النمرود المرعب يهدر وكاد أن يهلكهما
وبالنهاية يقع النمرود حايم بابا (هامبابا) على الأرض منهكاً ويبدأ بالتوسل منهما كي لا يقتلاه
ولكن توسله لم يكن مجدياً حيث أجهز الإثنان عليه وأردياه قتيلاً وأمسكا به وقطعا رأسه

جلجامش يقطع رأس النمرود اليهودي حايم بابا (هامبابا)
Gilgamesh and Humbaba
(لوحه أثريه)
جلجامش وإنكيدو والثور البري الضخم :
غسل جلجامش شعره الطويل وصقل سلاحه وأرسل جدائل شعره على كتفيه 
وخلع لباسه الوسخ واكتسى حللاً نظيفة وربط حذاءه الجلدي 
وكانت أرنيني ترقبه من بعيد وفتنت به
وما أن لبس جلجامش ملابسه رفعت عينيها إليه
وحاولت إغراء جلجامش بالزواج منها فرفض وقال :
لديكي عدة مغامرات عاطفيه مع رجال كثيرون آخرهم بستاني أبيك "إيشو لنو"
فاستشاطت غضباً وطلبت من آنو ثوراً برياً من ثيران Gugalanna (البيسون Bison) المقدسه 
لكي تطلقه عليهم فيدوسهم وينطحهم ويقتلهم
الثيران البرية هذه كانت رمزاً للقوة والجبروت وكانت منتشرة في أرمينيـــا (إنقر هنا)
فتح آنو فاه وأجاب أرنيني وقال :
لو فعلت ما تريدينه مني وزودتك بالثور البري لحلت في أرضنا سنين عجاف 
فهل جمعت غلالاً لهذه السنين العجاف ؟ وهل هيأتي العلف للماشية ؟
فتحت أرنيني فاها وأجابت آنو قائلة :
لقد جمعت بيادر الحبوب للناس وخزنت العلف للماشية 
فلو حلت سنين عجاف فقد خزنت غلالاً وعلفاً يكفي الناس والحيوان 
ولما أن سمع آنو كلامها سلم أرنيني سلسلة مقود ثور بري ضخم
فأخذته وقادته إلى الأرض أنزلته إلى الغابه وأطلقته عليهم 
هاجمهما الثور وصد إنكيدو هجومه وأمسكه من قرنيه فأرغى الثور وأزبد
ورشقه الثور البري في وجهه بزبده ورغائه وقذفه بالروث بذيله
فشد عليه إنكيدو ونادى جلجامش : ظفرنا به هيا ياجلجامش بين السنام والقرنين أنفذ السيف
فأنفذ جلجامش سيفه وقتلا الثور ونزع إنكيدو القلب ورماه في وجه أرنيني
فصرخت أرنيني صرخة عظيمه وجمعت المترهبات وبغايا المعبد والمومسات
واقامت المناحة والبكاء على الثور البري المقدس وكانت أرنيني أول من إخترع التطبير
وقطع جلجامش وإنكيدو قرني الثور البري 
وقطعا أطول أشجار الأرز وأبحرا بها عبر النهر
وعادا إلى أوروك وأعجب الحرفيون بحجم قرني الثور البري
فوزن الواحد منهما ثلاثون رطلاً (13 كيلو) وسمك غلاف قشرته إنشان
فقال جلجامش فخوراً : جلجامش هو المجيد بين الرجال وإنكيدو هو الظاهر فوق الرجال .

إنكيدو قابضاً على قرن الثور البري الضخم
وجلجامش خلفه يستعد لطعنه
Gilgamesh and Enkidu
(لوحه أثريه)
موت إنكيدو :
كان جلجامش يحلم أحلاماً مزعجه وكان إنكيدو يطمئنه .
وفجأه إنتشر وباء معدي في تلك الأيام
وباء (الرجفه) حمى الوادي المتصدع (الغُصّه) Rift Valley fever
إنتقل هذا الوباء الفيروسي من الثور البري الضخم إلى إنكيدو
ومرض أنيكدو 12 يوماً وشعر أنه سيموت 
إنكيدو : سوف أموت بالعار !
لن أموت كرجل يسقط في المعركة
لقد خفت السقوط لكن طوبى لمن يسقط في المعركة
جلجامش : إنكيدو !
هاتِ الدمعَ إنكيدو .. ليبكي الميتُ فينا الحيَّ . 
حاول جلجامش إنقاذه بلا فائدة ومات إنكيدو وبقي جلجامش مذهولاً وحزيناً ولم يدفنه
حتى تحللت الجثه وخرج الدود من جسده عندها أيقن جلجامش أن صديقه مات .
فقال : لتبكِ عليك المسالك الصاعدة والهابطة إلى غابة الأرز بلا توقف ليل نهار .
وصاح مجلجلاً في أوروك : ياشيوخ أوروك إسمعوا !
أبكي إنكيدو .. أبكيه بكاء الثكلى
كان البلطة إلى جانبي والقوس في يدي
المدية في حزامي والترس الذي أمامي
حله عيدي فرحي الوحيد .
ألن يدركني مصير إنكيدو؟
لقد سكن الأسى فؤادي
وحل حزامه الجلدي وأنطلق شارداً ينتابه الحزن حتى هام في البراري
وتخلى عن ثيابه الفاخرة مرتدياً جلود الحيوانات .
إنكيدو قابضاً على الثور البري الضخم
Enkidu during grip on the bull
(لوحه أثريه)
جلجامش في وادي السباع :
وصل ليلاً إلى مسالك الرمال في عنه 
بوادي السباع شرق الرقه بحوض الفرات 
ورأى الأسود فداخله الخوف منها
فرفع رأسه لله ودعا : ألا فلتحفظني يارب .
نام في الليل ولكنه صحا من حلم رآه
كانت الأسود تلهو منتشية بالبريه .
فأمسك بلطته بيده واستل سيفه من حزامه .
وكالسهم المارق هبط إليها فضربها ومزقها إرباً
ورحل باحثاً عن أرض الخلود (الكلدان)
لمقابلة نوح النبي في منطقة شتيم
 «آت ناح بي شتيم Ut-Nah-pi-Shtim» 
للبحث عن علاج للوباء الذي فتك بصديقه إنكيدو 
وسيفتك بمدينة أوروك .
جلجامش وفي يده البلطه يتعارك مع الأسود
(لوحه أثريه)
رحلة جلجامش إلى أرض الكلدان (الخلود) :
إنطلق جلجامش من وادي السباع 
 حتى وصل جبل ماشو في بلاد النبيط السريان بكلدانيا 
وسار بمحاذاة نهر فروتان حتى وصل مرتفعات جبل نيبرو
وتناطح قمة نيبرو داغ Nebrew حدود السماء وتمتد قواعده عميقاً نحو العالم الأسفل (الجحيم) .
هناك في منطقه اريني تقع احدى بوابات الجحيم
وتسمى كهف ماجيل Magil cave
يحمي مداخل جبل ماشو الرجال العقارب 
 (قبيله نيبرو Nebrew الأنوناكي اليهوديه)
لهم ألق مخيف وفي نظراتهم الموت السريع .
بسطوا جلالهم المرعب فوق الجبال 
يحرسون الشمس في قدومها وإيابها .
عندما وقع بصر جلجامش عليهم إغتم وجهه خوفاً وفرقاً ولكنه تمالك نفسه وتقدم منهم .
دعا أحد الرجال العقارب جلجامش قائلاً : 
لأي أمر مضيت في هذه الرحلة الطويلة ؟
فرد جلجامش : لأجل لقاء نوح في شتيم
 (أوت ناح بي شتيم)
لقد أتيت أسأله عن علاج للموت (الوباء)
ففتح الرجل العقرب فمه وقال : 
لم يسبقك أحدٌ في هذا الطريق !
ولم يعبر مسالك هذه الجبال إنسان !
بحيرة صهيون على مسافة اثنتي عشرة ساعة 
والظلام دامس !
فتنهد جلجامش وقال : فافتح لي الآن بوابة الجبال .
ففتح الرجل العقرب فمه متحدثاً إلى جلجامش :
 إمض يا جلجامش .. 
جبال ماشو مسموح لك بعبورها .. 
ورافقه أحدهم ليرشده إلى الطريق في الظلام
وبعد اثنتي عشرة ساعة سيراً متواصلاً 
شعر بنسيم البحر يتخلل أشعة الشمس .
جلجامش على اليسار والرجل العقرب (النيبرو) على اليمين
على قمة نيبيرو داغ في مرتفعات كوماجين بجبل ماشو
(لوحه أثريه)
جلجامش في حديقة العنب الحمراء :
بعد شروق الشمس
وجد جلجامش نفسه أمام حديقة حمراء (Dolmon) 
كانت أشجار العنب تحمل عناقيد العنب المتدلي 
كالعقيق واللازورد فتنة للناظرين .
وعلى شاطئ بحيره صهيون كانت تقيم الفتاه سيدوري ساقية الحانه 
حيث يتوقف الكلدان للحصول على محطة استراحة وتناول الشراب .
ينتاب الفتاه سيدوري الفزع والخوف وهي ترى عملاقاً أشعث يعلو ملامحه الغبار ويرتدي جلود الأسود
تدخل وتوصد باب حانتها دونه لكن جلجامش يناديها ويكشف لها عن شخصيته وأهدافه التي جاء من أجلها 
وطلب منها المساعدة فتخبره سيدوري بوجود ملاح أوتنابشتم المدعو أورشنابي في مكان يحتطب من أجل سيده
أرشدت سيدوري جلجامش الى مكانه وأخبرته بأنه الوحيد الذي يستطيع بقاربه عبور مياه بحر الموت
ونصحته بالعوده خوفاً عليه من الحبار العملاق (الكراكن Krakenالذي يقطن البحيره
قالت له سيدوري : ألحياة التي تبحث عنها لن تجدها فالله عندما خلق البشر جعل الموت لهم نصيباً
وحبس بين يديه الحياة والموت أما أنت يا جلجامش فأملأ بطنك وافرح ليلك ونهارك واجعل كل يوم عيداً .
دلل صغيرك الذي يمسك يدك واسعد زوجتك بين أحضانك هذا نصيب البشر في هذه الحياة .
يخاطب جلجامش سيدوري : فقط أعطني الاتجاهات مهما تكن أعطني الاتجاهات
دليني على الطريق لو أمكنني سأعبر البحر حتى لا أهيم على وجهي في البراري مجدداً .
قالت له سيدوري : لم يستطع أي قارب قط عبور البحيره منذ مده طويلة
العبور صعب وطريقة شاقة للغاية وفي الوسط مياه مميته تعيق التقدم
فمن أين إذا ياجلجامش ستعبر البحيره ؟
وماذا ستفعل متى بلغت المياه المميته ؟
ولكنه إنطلق كسهم سريع إلى مكان أورشنابي غير مكترث أو خائف فجلجامش كان شجاعاً .
جزيرة أكتمار وسط بحيرة فان Van في تركيا
حيث كان يقطن نوح وزوجته
Akdamar Adası
(صوره حقيقيه)
جلجامش والملاح أورشنابي :
وصل جلجامش الى مكان الملاح
 الذي سيساعده على إجتياز بحيرة صهيون
واسمه الملاح أورشنابي Ur-Shanapi .. يركض جلجامش إلى الملاّح مسرعاً
فيتعثر جلجامش ويدوس على الأشرعه الخاص بدفع المركب ويتلفها 
وحين يطلب من الملاح الإبحار يجيبه : 
"إن الأشرعه تلفت ولا يمكن الآن الإبحار".
 فخطرت لجلجامش فكره !
وطلب جلجامش منه أن يحتطب من الغابة مائة وعشرين مردياً طول الواحد منها ستين ذراعاً . 
فصنع أعواداً طويلة من المردي ليدفع بها المركب بصمت حتى لايشعر الحبار الضخم فيهاجمهم .
وعندما ولج مياه الموت طلب أورشنابي من جلجامش أن يبدأ باستخدام المردي
كان على جلجامش أن يستعمل كل مردي لمرة واحدة فقط ثم يتركه بعد الدفع إلى الماء
جلجامش وأورشنابي يصنعان عيدان المردي
Gilgamesh and Ur-Shanapi
(صوره تعبيريه)
جلجامش في جزيرة أكتمار :
وصل جلجامش الى شتيم والتقى بـ نوح
وطلب منه ان يعطيه دواء فعال يقي شعبه في أوروك من الموت بسبب الطاعون
فاخبره نوح انه لاعلاج للطاعون إلا الصبر فلم يقتنع جلجامش
وألح في طلبه فكلفه أوتنابشتيم بالسهر 7 ايام كشرط ليحصل على دواء يقي من الموت .
لم يستطع جلجامش الصمود وغلبه النعاس 
عندئذ تدخلت زوجة أوتنابشتيم وقالت له : دله على علاج لقد رق قلبي له
فكلفه نوح ان يغطس في البحيرة ويبحث عن نبته طبيه قد تساعد في علاج الوباء
كالشوك تنبت في أعماق المياه تجدد صحة من يأكل منها فغطس جلجامش في البحيره
رابطا إلى قدميه حجرا ثقيلا يشده بقوة إلى الأسفل حتى وصل مجمع المياه السفلية العذبة (ألابسو) 
وهناك رأى النبتة فاجتثها بعد أن أدمت أشواكها يديه ثم حل وثاقه صاعداً نحو الأعلى .
فقال له أوتنابشتيم : هذه نبته طبيه تقاوم الامراض و تطيل العُمر فازرعها وكل منها .
لماذا تطيل الحزن يا جلجامش بما أن الله خلقك من لحم  مثل أبيك وأمك ؟
فالموت محتم في أي وقت من الأوقات فلا تحزن لموت صديقك فهذه مشيئة الله .
جلجامش أثناء غوصه في بحيرة وان للبحث عن النبته
Gilgamesh in Akdamar Adası Island
(صوره تعبيريه)
العوده إلى أوروك Uroch :
ودع جلجامش أوتنابشتيم وزوجته واستقل مع أورشنابي القارب عائدين .
أورشنابي الذي أمره سيده بمغادرة المكان دون رجعة ومرافقة جلجامش إلى مدينة أوروك
قال جلجامش : يا أورشنابي هذه النبتة تعالج أزمة !
سوف أعود بها إلى أوروك وسوف أقدمها لشعب أوروك وانقذهم من الموت .
وفي طريقه توقف ليغتسل على ضفاف بركه فاختطفت الحيه النبته فانهمرت دموعه على وجنتيه .
وفي طريق العودة يشاهد سور أوروك القديم فيفكر في قرارة نفسه قائلاً :
أن عملاً ضخماً كسور مثلاً هو أفضل طريقة ليخلد اسمي ويحمي مدينتي من خطر الأعداء .
وقام بتسخير الناس في بناء سور ضخم حول مدينة أوروك العظيمة وبذلك تخلد إسمه .
حيث دعا جلجامش الصناع والنحاسين والنحاتين وقال لهم أصنعوا تمثالاً لصديقي
فصنعوا تمثال لإنكيدو قابضاً على الثور البري الضخم Enkidu during grip on the bull
وحكم جلجامش أوروك مده من الزمن ثم مات تاركاً خلفه هذه الملحمه الأدبيه الرائعه .
تم بحمد الله ..
المراجع :
ألواح ملحمة جلجامش Gilgamesh Epic - المؤرخ السومري / شين ئيقي نينوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق